An Arabic statement from the chapter on the use of COVID 19 vaccine for patients with multiple sclerosis
بيان شُعبة التصلُّب المُتعدد بالجمعيَّة السعوديَّة لطب الأعصاب
حول استخدام لِقاح كوفيد-١٩ للمرضى المُصابين بالتصلُّب المُتعدد والأمراض العصبية المناعيَّة الذاتيَّة الأخرى
مع اعتماد استخدام لِقاح كوفيد-١٩ في المملكة العربيَّة السعوديَّة والبدء في حملات التطعيم ضد الفايروس، وَرَدت العديد من الاستفسارات والتساؤلات حول مدى مُلاءمة وأمان لِقاح كوفيد-١٩ للمرضى المُصابين بالتصلُّب المُتعدد والأمراض العصبية المناعيَّة الذاتيَّة الأخرى كمتلازمة (دِيفِك) ممن يتم علاجهم بالأدوية المُثَبطة للمناعة. وحيث أنَّ تحديد مدى مُلاءمة أي لِقاح للمرضى المُصابين بالأمراض المناعيَّة الذاتيَّة أو من يتم علاجهم بالأدوية المُثَبطة للمناعة يَتَطلب النظر في أمرين، أوَّلُهما درجة أمان اللِقاح والآثار أو المُضاعفات الجانبيَّة المُحتملة بعد تَلَقيه، وثانيهما مدى فعاليَّة اللِقاح وكفاءة الجهاز المناعي في الاستجابة من خلال إنتاج أجسام مُضادَّة للفايروس تحمي من الإصابة به مستقبلاً. وبعد النظر في المعلومات المُتاحة عن مدى أمان وفعاليَّة لِقاح كوفيد-١٩ للمرضى المُصابين بالتصلُّب المُتعدد، فإنَّ شُعبة التصلُّب المُتعدد بالجمعيَّة السعوديَّة لطب الأعصاب قد خلصت إلى ما يلي:
– فيما يَخُص درجة أمان اللِقاح، فتجْدُر الإشارة إلى أنَّ آلية عمل لِقاح كوفيد-١٩ المُصرَّح باستخدامه حالياً في المملكة (فايزر-بيونتك) تعتمد على احتواء اللِقاح على حمض نووي ريبوزي يُماثل البروتين الشوْكي للفايروس، حيث يعمل هذا الحمض بعد حَقنِه في الجسم على تحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مُضادَّة للفايروس تُوَفر حماية من الإصابة به في حال تم التعرض له في المستقبل. وحيث أنَّ لِقاح كوفيد-١٩ يندَرج تحت نوع اللِقاحات الغير حيَّة؛ كَوْنُه لا يحتوي على أي فايروس حي أو مُضَعَّف، فإنَّه لا تُوجد أي مخاطر للإصابة بعدوى فايروس كوفيد-١٩ تنتُج عن تَلَقي اللِقاح حتى للمرضى الذين يتم علاجهم بأدوية تعمل على تثبيط الجهاز المناعي. أمَّا فيما يَخُص المرضى المصابين بالتصلُّب المُتعدد، فَيَجدُر بالذكر بأنَّ النتائج المُعلنة للدراسات الإكلينيكية التي أُجريَت على اللِقاح لم تتضمَّن أي معلومات عن تجربة اللِقاح على مرضى التصلُّب المُتعدد، ولكن قياساً على المعلومات المُتاحة واستناداً إلى الأدلَّة العلمية، فإنَّه لا تُوجد حالياً أي محاذير تمْنع من استخدام لِقاح كوفيد-١٩ للمرضى المُصابين بالتصلُّب المُتعدد، كما أنَّ الآثار أو المُضاعفات الجانبيَّة المُحتملة لتَلَقي اللِقاح لا تختلف عمَّا وَرَد في نتائج العيّنة المشمولة بالدراسة.
– فيما يَخُص مدى فعاليَّة اللِقاح، وحيث أنَّ فعاليَّة اللِقاح في الحماية من الإصابة بالعدوى تعتمد على مدى كفاءة الجهاز المناعي في إنتاج أجسام مُضادَّة للفايروس، فإنَّ بعض الأدوية المُثَبطة للمناعة تُقَلّل بشكل جزئي أو كلي من كفاءة الجهاز المناعي في إنتاج الأجسام المُضادَّة؛ ممَّا يعني بأنَّها تَحُد من تكوين مناعة كافية ضد العدوى. هذا الأمر يُحَتّم ضرورة استمرار المرضى الذين يتم علاجهم بالأدوية المُثَبطة للمناعة في الأخذ بالإجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي كالوَسيلة الأهم للوقاية من العدوى لحين الوصول إلى مرحلة المناعة المُجتمعية. مع ذلك و بصورة عامَّة، يُنصح جميع المرضى المصابون بالتصلُّب المُتعدد بأخذ لِقاح كوفيد-١٩ ما لم يَنصح الطبيب المُعالج بغير ذلك، حيث أنَّ حدوث استجابة مناعيَّة وإن كانت بشكل جزئي أفضل من عدم أخذ اللِقاح وبالتالي عدم تكوين أي مناعة ضد العدوى.
– بالنسبة للعلاجات المُعتمدة لعلاج التصلُّب المُتعدد وفيما يَخُص حُقَن الانترفيرون (افونيكس، ريبف، بيتافيرون)، حبوب التيرافلونامايد (اوباجيو)، حبوب الدايميثايل فيماريت (تيكفديرا، سكليرا) وعقار الناتاليزوماب (تايسابري)، فيُتَوقَّع حُدوث استجابة مناعيَّة جيدة ضد العدوى بعد تَلَقي اللِقاح.
– فيما يَخُص حبوب الفينقولمود (جيلينيا، فيقونا)، حبوب السيبونيمود (ميزينت)، فيُتَوقَّع حدوث استجابة مناعيَّة ولكنها قد تكون جزئيَّة، ومع ذلك فإنَّه لا يُنصح مطلقاً بإيقاف أي من هذه العلاجات لغَرَض أخذ اللِقاح.
– بالنسبة لعقار الاوكريليزماب (أوكريفس) فقد تكون الاستجابة المناعيَّة جزئيَّة، وينطبق ذلك على عقار الريتوكسيماب. أمَّا فيما يَخُص التوقيت الأمثل لتَلَقي اللِقاح فإنَّ تحديده يتم من قبل الطبيب المُعالج ويُفضَّل بأن يكون اللِقاح قبل البدء في العلاج بشهر على الأقل أو بعد جُرعة العلاج بأربعة أشهر، مع الإشارة إلى أنَّه لا يُنصح بتأخير العلاج لغَرَض أخذ اللِقاح.
– بالنسبة لحبوب الكلادريبين (مافينكلاد) وعقار الالمتيزماب (لامترادا)، فيُنصح بمناقشة توقيت اللِقاح مع الطبيب المُعالج استناداً إلى فترة العلاج وعدد الخلايا المناعيَّة في الدم لضمان أفضل استفادة من اللِقاح.
– في حال الهجمة أو الانتكاسة الحديثة سواءاً تمَّ علاجها بعقار الكورتيزون أو لم يتم، فتجدُر الإشارة إلى عدم تَوَفُّر معلومات كافية بهذا الخصوص، ومع ذلك فإنَّه يُنصح بتأخير اللِقاح إلى حين استقرار الحالة الصحيَّة وزوال الهجمة (2-4أسابيع).
ننوه بأنَّه لا يُنصح بإيقاف أو تأجيل علاجات التصلُّب المُتعدد لغَرَض أخذ اللِقاح، حيث أنَّ إيقاف بعض الأدوية قد ينتج عنه انتكاسات ارتدادية وهجمات، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب المُعالج لمناقشته في حال وجود خطة لتغيير العلاج أو البدء في علاج جديد قبل أخذ اللِقاح.
ختاماً وبصورة عامَّة فإنَّنا ننصح جميع مرضى التصلُّب المُتعدد بالمبادرة في أخذ اللِقاح ونخص بالذكر الفئات الأعلى خطورة كالمرضى الأكبر سناً ومن يعانون من أمراض مزمنة أو من السمنة المفرطة وذلك ما لم يَنصح الطبيب المُعالج بغير ذلك أو في حال وجود محاذير أُخرى حسب تعليمات وزارة الصحة (من هم دون 16 عاماً، المرأة الحامل، من يُعانون من الحساسية المفرطة)، كما ننصح بالرجوع إلى موقع وزارة الصحة لمزيد من المعلومات عن لِقاح كوفيد-١٩. https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/VariousTopics/Pages/COVID-19Vaccine.aspx
إنَّ أخذ لِقاح كوفيد-١٩ جزء من المسؤولية المُجتمعيَّة للفرد تجاه مُجتمعه لحماية المُجتمع من الأوبئة وتوفير بيئة عيش آمنة ومحصَّنة.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا البيان مبنيَّة على آراء مجموعة من أعضاء شُعبة التصلُّب المُتعدد بالجمعيَّة السعوديَّة لطب الأعصاب استناداً إلى المعلومات المُتاحة حتى تاريخ كتابة هذا البيان.
شُعبة التصلُّب المُتعدد
تحت إشراف الجمعيَّة السعوديَّة لطب الأعصاب